وكالة خبر تستضيف الشاعر مصطفى الجزار وكالة خبر تستضيف الشاعر مصطفى الجزار -->

وكالة خبر تستضيف الشاعر مصطفى الجزار

وكالة خبر تستضيف الشاعر مصطفى الجزار - عراق جرافيك
وكالة خبر - لقاءات -

الأستاذ مصطفى الجزار, يسعدنا استضافتك في برنامج "كفاءات عربية", على موقع وكالة "خبر" الإعلامية , فأهلاً وسهلاً بك.

- مرحبًا بك أخي الكريم، وسعيد باستضافتكم الكريمة لي في برنامجكم المحترم.

= البطاقة الشخصية:

- اسمي مصطفى الجزار، وُلدتُ عامَ 1978، حاصل على ليسانس الآداب، قسم اللغة العربية، شاعر وكاتب مصري، عضو نقابة الصحفيين المصريين، مستشار الإعداد والمراجعة بإحدى القنوات الفضائية.

= حدثنا باختصار عن الجانب الأدبي من حياتك, و أي المدارس تجدها الأقرب إليك.

- الأدبُ لا يشغل جانبًا في حياتي، بل يشمل كل جوانبها ثم تُزاحِمُه كلُّ الشواغل الأخرى، فالشعر بالنسبة لي هو أوّل وأكبر وأهمّ حُلْم لا يغيب عن عيني منذ تفتحَت على عالم الكتابة.

أما مدارسُ الشعر واتجاهاته الكتابية، فأقربُها إليّ النمطُ الكلاسيكيُّ الشكل، الحداثيُّ المضمون، فالمحافظة على القالب الشعري تعطيه رونقًا شكليًّا يُساهم في جمال مضمونه إلى حدّ ما، وإن كان الشكل وحده لا يُقيم قصيدةً ولا ينشئُ عملًا أدبيًّا، فالأساس هو المضمون الجيّد والمعاني الراقية المتجددة المبتكرة. فكم مِن ناظمٍ يتقن موسيقى البحور الشعرية ويملك ناصية اللغة، لكنّ أبياته خاوية على العروش، خالية من الشعور. فالعبرة بأن يمتلك طائر الشعر جناحين معًا: جناح الشكل وجناح المضمون.

= أي من فطاحل الشعراء تأثر به الجزار؟

- الحقيقة أنني لم أتأثر بشاعر بعينه، فقد علمتُ منذ بداية مشواري الشعري ممن سبقوني أن تأثر الشاعر المبتدئ بشاعر معيّن قد يُفسِد عليه بُرعمَ شاعريته وخصوصيته وبصمته، فيصبح مع الوقت نسخة من ذلك الشاعر، مطابقة أو مشابهة، ولذلك تعمّدتُ ألاّ أقف على شاعر مهما أعجبني، بل أمرُّ على الجميع مرور نحلةٍ على الأزهار، تأخذ الرحيق وتمضي، ثم تهضم هذا كلَّهُ ولا تُخرِجُه كما دَخَل رحيقًا، بل تصنع منه مُنتجَها الخاصّ بها، غيرَ المتشابه أو المنسوخ عن تلك الأزهار.

= القصيدة النثرية, هل قدمت إضافة للشعر بشكل عام؟

- كل كلمة تخرج من قائلها وهي تحمل مضمونًا راقيًا، أو فكرة مبتكرة، أو رسالة إيجابية... تُقدِّم إضافةً للإنسانية كلها، فلا شك أن "مضامين" القصائد النثرية تأخذ هذا الحكم إن كان تحمل نفس هذا الوصف.. أما من حيث تسميتها، أو قالبها الشكلي، فهذا محل خلاف، وأنا شخصيًّا لا تعجبني هذه التسمية، فالنثر نثر، والشعر شعر، هما لونان منفصلان، لكل منهما ملامحه وسماته وأهميته، ومَن لا يستطيع أو مَن لا يُريد أن يلتزم بضوابط كتابة الشعر، فلا بأس، فليتجه إلى النثر بأنواعه المعروفة (قصة، رواية، مقال... إلخ) لكن لا يُسمي نثره هذا شعرًا، فهذا خلط يؤدي مع الوقت إلى ضياع ملاح كل الفنون وبالتالي ضياع معايير الجودة والتميز بين أصحاب كل فن.

= هل ترى للمجاميع والروابط الإلكترونية المتخصصة بالأدب والثقافة دور فعال ضمن هذه المرحلة من عصر التكنولوجيا؟

- نعم، لها دور لكنه غير مكتمل، فللأسف ما يسيطر على الأدب في أرض الواقع يسيطر عليه أيضًا في العالم الافتراضي الإلكتروني، فهؤلاء ليسوا من كوكب آخر، ولذا تجد في المواقع الأدبية الإلكترونية نفس السلبيات والمشكلات التي تجدها في النوادي الأدبية والروابط ودور الثقافة والملتقيات الشعرية.

= هل يصنع الإعلام شاعراً مميزًا؟

- بالطبع لا يصنع الإعلام شاعرًا حقيقيًّا، لكنه يساعد على صُنعه، فالإعلام عامل مساعد من عوامل ظهور المواهب للناس، فإن كان الشاعر في الأصل ذو موهبة حقيقية وقوية، فهو يحتاج إلى نافذة يصل من خلالها إلى الجمهور، وهنا يأتي دور الإعلام، أي إنه مرحلة تالية للإبداع نفسه، فالشاعر ينبغ أولًا، ثم يأتي الإعلام ليسلط الضوء على هذا النبوغ.

أما ما نراه في الإعلام "السطحي" من ظهور وتلميع لبعض المتشاعرين وأرباع وأنصاف الشعراء فهو ظاهرة نابعة من سطحية سادت في المجتمع للأسف، فأصبحت شريحة كبيرة من الناس يُعجبون بالغثاء ويبهرون بالرديء، مما شجع أمثالهم من تجّار الإعلام على المضيّ والاستمرار في هذا الطريق، لكني أقولها للجميع: شمس التاريخ الحارقة لن ترحم تماثيل الشمع، وسوف تذيبها من أول ساعة، فلا تبقي منها سوى كومة من البقايا اللزجة التي تُداس بالأقدام، أما تماثيل الذهب الخالص فهي الباقية، وكلما مرّ عليها الزمن ازدادت قيمةً ورونقًا، إلى آخر يوم في عُمُر هذه الأرض.

= هل أنصفك النّقد المحليّ والعربيّ؟

- الحركة النقدية المحلية والعربية ليست في عصرها الذهبي، ولا حتى الفضي، بل هي تعاني ركودًا ونقصًا في الكفاءات والملَكات النقدية الحقيقية، شأنها شأن بقية المنظومة الإبداعية التي قلَّ فيها الأفذاذ في كل مجال.. ولذا فإن النقد في غالبيته مقسوم بين مادح لغرض، أو قادح لغرض، وكلاهما غير منصف للعمل الأدبي، ونادرًا ما تجد ناقدًا يعرف حدود الإنصاف والعدل والحياد في رأيه تجاه هذا العمل أو ذلك الأديب. أما بخصوص أعمالي التي تعرضت للنقد فأقول إنها في مجملها جاءت مثنية خيرًا، لكني أنتظر ذلك الناقد الواعي الذي يتناول أعمالي بشكل مفصل حيادي عميق، يستخرج منها ما أودعتُه فيها.

= أي قصائدك الأقرب إلى نفسك؟

- قصادي أولادي، أُحِبُّهُنّ جميعًا، وكلهنّ قريباتٌ إلى نفسي وقلبي.. ولكل قصيدة منهنّ سبب لمحبتي لها يختلف عن سبب الأخرى، وبالتالي يصعب أن أحدد لك أي قصائدي أقرب إلى نفسي.

= الشهرة التي حظيت بها قصيدة "عيون عبلة", هل انصبَّت إلى مصلحة القصيدة أم أثرت سلبًا؟

- حقيقةً.. إن هذا الأمر حينما أفكر فيه أتعجّب كثيرًا، وأقول في نفسي إن الشهرة رزق ككل أنواع الرزق من المال والولد والصحة وغيرها. وقد تفجّرت شهرة "عيون عبلة" من إشاعة غير صحيحة لا أدري مَن الذي زرعها على شبكة الإنترنت، فانتشرت كالنار في الهشيم، وملخص هذه الإشاعة أن "عيون عبلة" قصيدة ممنوعة ومرفوضة مِن قِبَل الحكومات ولجنة التحكيم في مسابقة أمير الشعراء لأنها تفضح الحكام العرب، وهذا غير صحيح كما قلت، فالقصيدة غير ممنوعة، ولم ترفض في مسابقة أمير الشعراء، بل كانت سببًا في اختياري للتصفيات والتصعيد من بين 5400 شاعر تقدموا للتنافس، ووصلت بها إلى أفضل 35 شاعرًا، ثم دخلت مرحلة العروض المباشرة على الهواء في الحلقات النهائية، بقصيدة "مطري يسافر في سحابك"، فخرجت من التنافس بسبب قلة تصويت الجمهور حينها (عام 2007)، فخرجتُ لهذا السبب، لا بسبب القصيدة نفسها.

ورغم أن سبب الشهرة كان سببًا غير صحيح وإشاعة غير حقيقية، فإن هذه الشهرة كان في صالح القصيدة وجعلتها تنتشر على جميع الألسنة وفي كل المنتديات، بحكم الطبيعة البشرية التي تبحث عن كل ممنوع مرفوض لتبحث عن سر منعه وسبب رفضه.. وهذه الشهرة إن كانت قد أفادت القصيدة فقد أضرّت بأَخواتها، بقية قصائدي، فأصبح اهتمام الناس بهذه القصيدة أكثر من بقية قصائدي التي أرى في بعضها ما هو أفضل من "عيون عبلة"، لكن الناس كما قلت تأخذ بمبدأ "الممنوع مرغوب".

= حدثنا عن تجربتك في مسابقة أمير الشعراء.

- باختصار، اتصل بي صديق وأخبرني بمسابقة تقام في دولة الإمارات وهذه دورتها الأولى، وطلب مني التقديم فيها فرفضت في البداية، فألحّ علي, وقال لي: "لن تخسر شيئًا"، وبعد إلحاحه وبعض الأصدقاء الآخرين أرسلتُ "عيون عبلة" عبر الفاكس إلى عنوان المسابقة، فجاءني اتصال منهم بعد عدة أيام بأنني قد تم اختياري للسفر لمقابلة لجنة التحكيم للتصفية الأولى، فسافرت، وقابلت اللجنة، واختاروا 300 شاعر فقط من 5400 شاعر، كنت أول اسم نودي من الأسماء المختارة رغم أن اسمي لا يبدأ بأول الحروف الأبجدية، وكان الاسم الثاني بعدي اسم الصديق العزيز والشاعر الكبير تميم البرغوثي.. وبعدها تمت تصفية الـ300 إلى 
70 شاعرًا، ثم إلى 35 شاعرًا، وبعدها جاءت مرحلة التصويت برسائل الموبايل، وكانت نسبة درجاتها 50% وللجنة التحكيم 50%، فحصلت على 45 من 50 مع لجنة التحكيم، وكانت هذه درجة عالية مقارنة ببقية شعراء حلقتي التلفزيونية التي شاركت فيها، لكن نسبة تصويت الجمهور كانت قليلة جدا مقارنة ببقية زملائي، وعندما جمعوا النسبتين كانت درجاتي قليلة فخرجت من المسابقة، لكن إدارة المسابقة اختارت من الـ35 شاعرًا الذين خرجوا بسبب التصويت خمسة شعراء لتعطيهم جوائز تقديرية تسمى جوائز لجنة التحكيم، وكنت واحدًا من هؤلاء الخمسة ونلت جائزة لجنة التحكيم.

= كيف ترى مستقبل الشعر الفصيح؟

- الشعر الفصيح سبقى ما بقيَت لُغته، ولُغته باقية ما بقي كتابُ الله، القرآن الكريم، لكن التغير الذي حدث ويحدث له باستمرار هو تغير المضمون، بحسب ثقافات وتوجهات شعرائه، وهم منقسمون بين فريقين: فريق متجمّد الفكر والأسلوب ويعيش في الماضي القديم ولا يفكر في الخروج عنه، ويرى أن الإبداع أن يظل على هذا ويشعر أنه من الشعراء القدماء شكلًا ومضمونًا، وفريق آخر يحاول التحرر من بعض تفاصيل الماضي التي لا تصلح للحاضر، ويأخذ من الماضي ما يناسبه فقط، ثم يضيف إليه لمسات الحاضر واستشراف المستقبل، فتتجدد دماء القصيدة لتواكب العصر وما يحدث فيه، ويكون الشاعر جزءا من مجتمعه لا ينفصل عنه.

= ما رأيك في الحركة الأدبية في الوقت الراهن، عربيًّا, وما مدى تأثرها بالأوضاع الراهنة؟

- الحركة الأدبية الراهنة.. واهنة، مثلها مثل كل أحوالنا في المنطقة العربية، فالضعف حين يدبّ في مجتمع فإنه يضرب كل تفاصيله، فلا تجد أمة قوية في جانب وضعيفة في آخر، فضعف الأمم كلٌّ لا يتجزأ.. وهذا لا يقع فيه الذنبُ على الأدباء وحدهم، بل على حكوماتهم وسياسات الدول وثقافات الشعوب أيضًا، كلٌّ يحمل جانبًا من المسؤولية.

= أسعدنا انضمامك معنا, ونتمنى لك التوفيق, والسداد.



- أشكركم، وأرجو لكم مزيدًا من النجاح.
أجرى اللقاء .. رئيس التحرير


إرسال تعليق

أحدث أقدم

تابعنا على جوجل نيوز

هلا ومرحبا بكم : وكالة خبر حمل التطبيق الان